الاخوات والإخوة؛ الرفيقات والرفاق عضوات وأعضاء الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في مختلف النقابات الوطنية والفروع المحلية والجهوية والتنظيمات الموازية:
تحية لكم، تحية النضال والصمود.
باسمكم جميعا، إننا في الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، نحيي عموم الشغيلة بقطاعنا، رجالا ونساء، موظفين ومستخدمين وعمال وفلاحين كادحين، وعموم الطبقة العاملة وجماهير شعبنا، وكافة رفاقنا في المنظمات الصديقة الوطنية والدولية.
تحيي الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، إلى جانب جل المنظمات النقابية عبر العالم، العيد الأممي للطبقة العاملة فاتح ماي هذه السنة، على وقع الانتشار المهول لجائحة كورونا عبر العالم مخلفا إلى يومنا هذا حوالي 250 ألف وفاة وحوالي 5،3 مليون مصاب بهذا الفيروس الفتاك.
والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، إذ تصر على تخليد اليوم العاملي للشغل/فاتح ماي، في ظل حالة الطوارئ الصحية التي تجتازها بلادنا، فإنها تقوم بذلك تقديرا لرمزية هذا الموعد الأممي ودلالاته التي تحيلنا على وحدة الطبقة العاملة عبر العالم في نضالها ضد الاستغلال ومن أجل التحرر والانعتاق؛ كما نتمسك بتخليد هذا اليوم في هذه الظرفية الاستثنائية من أجل التعبير عن معاناة الطبقة العاملة وعموم أجراء القطاع الفلاحي والفلاحين الكادحين، رجالا ونساء، من جراء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة وتعاطي الحكومة معها بانحياز تام للباطرونا وتغليب الهاجس الأمني الذي عمق التراجعات في مجال الحقوق والحريات التي طالما عانت منها الطبقة العاملة حتى قبل انتشار الوباء و إعلان حالة الطوارئ الصحية.
ايتها الرفيقات، أيها الرفاق؛ نخلد اليوم ذكرى فاتح ماي المجيدة كمناسبة نضالية نجدد من خلالها رفضنا لإقصاء ممثلي الطبقة العاملة من عضوية لجنة اليقظة الاقتصادية، ولتجديد استيائنا من تخصيص تعويض شهري ضعيف لا يتعدى 2000 درهم عن توقف الأجراء المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مع حرمان جزء كبير من العمال من الاستفادة منه، رغم ضعفه، وذلك نتيجة تهرب الباطرونا الجشعة من التصريح بالأجراء لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ورفض المشغلين للتصريح بتوقيف العمال بسبب الجائحة. كما نذكر باستنكارنا لتخصيص مبالغ هزيلة تتراوح ما بين 800 و1.200 درهم لفائدة بعض الفئات الهشة المسجلة في نظام "الرميد" أو غيرها من العاملين بالقطاعات غير المهيكلة والعمال غير المصرح بهم، ونعبر عن تضامننا معهم في معاناتهم مع الجائحة والفقر المذقع.
الاخوات والاخوة؛ رفيقاتنا ورفاقنا؛ نغتنم مناسبة تخليد هذه الذكرى العزيزة على كل أحرار العالم، لنعبر عن رفضنا لاستغلال الجائحة للمس بمكتسبات الطبقة العاملة و عموم الشغيلة، مستحضرين أن حاجة الدولة لتعبئة موارد مالية مهمة لمواجهة آثار الجائحة، يقتضي بالضرورة إعادة النظر في أولويات بلادنا وإعطاء الأهمية للمرفق العمومي والموظف العمومي وإعادة بناء المنظومة الصحية المتداعية عبر محاربة التهرب الضريبي وإلغاء الاعفاءات الضريبية ونفقات البذخ وتقليص ميزانية القطاعات غير المنتجة وتعبئة الموارد المالية المرصودة للحسابات الخاصة. وبهذه المناسبة نؤكد شجبنا لقرار الحكومة اقتطاع أجرة ثلاثة أيام من أجور جميع موظفي الإدارات العمومية والجماعات المحلية ومستخدمي مؤسسات الدولة، بمن فيهم أولئك الذين يعرضون أنفسهم للخطر من أجل حماية المواطنين والمواطنات من الجائحة. كما نغتنم هذه المناسبة لنعبر عن إدانتنا لتعريض آلاف العمال والعاملات للخطر، وتعريضهم للعمل القسري والاستغلال البشع من طرف الباطرونا الجشعة بعدد من القطاعات غير الضرورية لاستمرار الحياة اليومية للمواطنين.
الرفيقات والرفاق؛ لا يفوتنا من هذا المنبر، أن نحيي عموم شغيلة القطاع الفلاحي من موظفين ومستخدمين وعمال زراعيين وفلاحين كادحين، رجالا ونساء ،على صمودهم في ظل الجائحة واستمرارهم في ضمان خدمة المرتفقين ومراقبة وتزويد الأسواق بجميع المواد الضرورية في أحلك الظروف وتحت وطأة الحجر، لنجدد مطالبتنا بتوفير الحماية لهم ولجميع الأجراء الذين فرض عليهم العمل في هذا الظرف الاستثنائي الذي تجتازه بلادنا؛ وبهذه المناسبة نطالب من جديد بالتدخل العاجل للسلطات العمومية المكلفة بمراقبة تطبيق القانون وبتحمل مسؤوليتها فيما قد ينجم عن تكديس العاملات والعمال في الشاحنات وسيارات نقل البضائع، لنقلهم إلى مختلف الضيعات الفلاحية ووحدات التلفيف والتحويل، وتشغيلهم في شروط قاسية دون احترام لمسافة الأمان وغيرها من التدابير الوقائية مما يعرضهم للخطر ويهدد أسرهم ومخالطيهم.
الاخوات والاخوة ؛تشهد بلادنا هذه السنة موسما فلاحيا جافا جعل الفلاحين الكادحين يعانون في نفس الوقت من آفة الجفاف ومن آثار جائحة كورنا. إلا أن الجواب الحكومي على هذه الوضعية الخطيرة كان دون مستوى التحديات التي تواجه الفلاحين الكادحين؛ وعليه نؤكد مطالبتنا بتوفير الدعم لهؤلاء الفلاحين المتضررين من آفة الجفاف، عبر تمكينهم من الأعلاف الكافية مجانا و إعفائهم من القروض المتراكمة وتمكينهم من قروض تمويل بدون فائدة لمواجهة الموسم الفلاحي المقبل، ودعم ساكنة البادية بمختلف المناطق بما يكفي لسد حاجياتهم خلال فترة الحجر الصحي.
أيها الرفاق والرفيقات؛ نحيي اليوم ذكرى فاتح ماي المجيدة تحت شعار"بالوحدة والتضامن نصون المكاسب ونحقق المطالب ونتصدى لجائحة كورونا وللقهر والاستغلال"، لنؤكد تشبثنا بمكاسبنا ومطالبنا وبضرورة التزام المسؤولين بنتائج الحوارات مع مركزيتنا ومع جامعتنا، ولنؤكد كذلك أن النضال الوحدوي المنظم للطبقة العاملة وعموم الشغيلة، في مخلف مواقع الانتاج وتقديم الخدمات، هو السبيل الوحيد لتعزيز صمودها في مواجهة الجائحة، وما سيترتب عنها من تداعيات اقتصادية واجتماعية تتجه الحكومة كعادتها إلى تحميل أعبائها للطبقة العاملة والطبقات الشعبية، مما يجعلنا حريصين على استحضار قيمة التضامن العمالي في هذه المناسبة. وعليه نعبر عن تضامننا المطلق، مع الطبقة العاملة ببلادنا في نضالها الدؤوب من أجل فرض احترام قوانين الشغل والضمان الاجتماعي وحوادث الشغل ومن أجل الحق في المفاوضة الجماعية؛ وهنا نستحضر مرة أخرى نضالات العاملات والعمال الزراعيين ونضالات إخواننا في أمانور ومستخدمي وعمال شركات الخدمات الأرضية في مطار محمد الخامس والعاملات والعمال/ات ضحايا الاغلاق غير القانوني للمؤسسات الانتاجية والطرد من العمل بسبب الانتماء النقابي، ومئات الآلاف من العاملات والعمال ضحايا الهشاشة في قطاعات المناولة ومقاولات التشغيل المؤقت، والانعاش الوطني والاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد والعمال والعاملات الذين يفرض عليهم العمل في ظل الجائحة وفي غياب أبسط وسائل الوقاية في تواطؤ مكشوف للسلطات العمومية المكلفة بفرض إجراءات حالات الطوارئ الصحية وتنفيذ قانون الشغل. كما نستحضر ونتضامن مع نضالات الطبقات الشعبية على امتداد بلادنا ومع الحركة الحقوقية المناضلة من أجل فرض الاحترام التام لحقوق الانسان والتقيد بالمواثيق الدولية في وضع النصوص القانونية وتنفيذها في ظل حالة الطوارئ وفي مطالبتها بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ببلادنا.
الرفيقات والرفاق؛ حيث أن المناسبة التي نخلدها اليوم هي عيد أممي للعمال ،لا يفتونا في ختام هذه الكلمة، أن نحيي الطبقة العاملة وأصدقاءها عبر العالم ونعبر عن تضامننا المطلق مع نضالات الشعوب الواقعة تحـت الحصار والعدوان الامبريالي والتواطؤ الرجعي؛ وبهذه المناسبة نؤكد دعمنا الثابت لمقاومة الشعب الفلسطيني البطل حتى دحر الكيان الصهيوني وفرض حق عودة اللاجئين وبناء الدولة الدمقراطية على كامل تراب فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس.
عاشت الطبقة العاملة موحدة ،متضامنة و مكافحة
عاشت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي إطارا وحدويا للنضال النقابي الأصيل في القطاع الفلاحي
عاش الاتحاد المغربي للشغل منظمة نقابية، في خدمة الطبقة العاملة.